تفسير سورة البقره

العفو

الآيه 140
أم تقولون ان ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والأسباط كانوا هودا أو نصاري قل ءأنتم اعلم ام الله
ومن اظلم ممن كتم شهاده عنده من الله وما الله بغافل عما تعملون

أم تقولون ان ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والأسباط كانوا هودا أو نصاري أي
ام تدعون يا معشر اهل الكتاب ان هؤلاء الرسل واحفادهم كانوا يهودا وا نصاري
قل ءأنتم اعلم أم الله أي هل انتم اعلم بديانتهم أم الله ؟ وقد شهد الله لهم بملة الاسلام وبرأهم من اليهوديه والنصرانيه
ومن اظلم ممن كتم شهادة عنده من الله أي لا أحد أظلم ممن اخفي وكتم ما اشتملت عليه آيات التوراه والانجيل من البشاره
برسول الله او لا احد اظلم ممن كتم ما اخبر به الباري عنه من ان الأنبياء الكرام كانوا علي الاسلام
وما الله بغافل عما تعملون أي مطلع علي اعمالهم ومجازيهم عليها وفيه وعيد شديد

الآيه 141
تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسئلون عما كانوا يعملون

كررها لأنها تضمنت معني التخويف والتهديد اي اذا كان أولئك الأنبياء علي فضلهم وجلاله قدرهم يجازون
بكسبهم فانتم احري وقد تقدم تفسيرها فأغني عن الاعاده

الآيه 142
سيقول السفهاء من الناس ماولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء الي صراط مستقيم

سيقول السفهاء من الناس أي سيقول ضعفاء العقول من الناس
ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها اي ما صرفهم وحولهم عن القبلة التي كانوا
يصلون اليها وهي بيت المقدس قبلة المرسلين من قبلهم ؟
قل لله المشرق والمغرب اي قل لهم يا محمد الجهات كلها لله له المشرق والمغرب فاينما ولينا وجوهنا فهناك وجه الله
يهدي من يشاء الي صراط مستقيم اي يهدي عباده المؤمنين الي الطريق القويم الموصل لسعادة الدارين

بارك الله فيكى يا اخت دعاء

الآيه 143
وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء علي الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا وما جعلنا القبلة التي كنت عليها الا لنعلم من يتبع
الرسول ممن ينقلب علي عقبيه وان كانت لكبيرة الا علي الذين هدي الله وما كان الله
ليضيع ايمانكم ان الله بالناس لرءوف رحيم

وكذلك جعلناكم امة وسطا أي كما هديناكم الي الاسلام كذلك جعلناكم يا معشر المؤمنين امة عدولا خيارا
لتكونوا شهداء علي الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا أي لتشهدوا علي الامم يوم القيامه ان رسلهم بلغتهم ويشهد عليكم الرسول انه بلغكم
وما جعلنا القبلة التي كنت عليها أي وما امرناك بالتوجه الي بيت المقدس ثم صرفناك عنها الي الكعبه
الا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب علي عقبيه أي الا لنختبر ايمان الناس فنعلم من يصدق الرسول ممن
يشكك في الدين ويرجع الي الكفر لضعف يقينه
وان كانت لكبيرة الا علي الذين هدي الله اي وان كان هذا التحويل لشاقا وصعبا الا علي الذين هداهم الله
وما كان الله ليضيع ايمانكم اي ما صح ولا استقام ان يضيع الله صلاتكم الي بيت المقدس بل يثيبكم عليها
ان الله بالناس لرءوف رحيم اي انه تعالي عظيم الرحمه بعباده لا يضيع اعمالهم الصالحه التي فعلوها

الايه 144
قد نري تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم
شطره وان الذين اوتوا الكتاب ليعلمون انه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون

قد نري تقلب وجهك في السماء كثيرا ما راينا تردد بصرك يا محمد جهة السماء تشوقا لتحويل القبله
فلنولينك قبلة ترضاها أي فلنوجهنك الي قبلة تحبها وهي الكعبه قبلة أبيك ابراهيم
فول وجهك شطر المسجد الحرام أي توجه في صلاتك نحو الكعبه المعظمه
وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره اي وحيثما كنتم أيها المؤمنون فتوجهوا في صلاتكم نحو الكعبه ايضا
وان الذين اوتوا الكتاب ليعلمون انه الحق من ربهم اي ان اليهود والنصاري ليعلمون ان هذا التحويل للقبلة
حق من عند الله ولكنهم يفتنون الناس بالقاء الشبهات
وما الله بغافل عما يعملون اي لا يخفي عليه شئ من اعمالهم وسيجازيهم عليها وفيه وعيد وتهديد لهم

سوبر والله سوبر يا دعاء
وربنا يبارك فيكى
واسال الله ان يجعله فى ميزان حسناتك
وفى تالق داااااااااااااائم
وسوبر والله سوبر

ربنا يعطينا و يعطيكى طولة العمر يا اخت دعاء

و اشوفك كده منهية من سورة البقرة

بقالك سنة و ماخلصتيش

شدى حيلك شوية

طريقتك دى على ما توصلى لجزء عم

يكون احفادنا بقى هما اللى المنتدى

الواد حفيد بندق و حفيد ميمى وحفيدة سمسمة و اسراء

الحمد لله وصلت للآيه 144 وانشاء الله هكمل بعتذر لباقي الاعضاء عن التأخير بس حقيقي لأسباب خارجه عن ارادتي
ويارب تكونوا فعلا متابعين

فى انتظار بقية الايات يا اخت دعاء

الآيه 145
ولئن أتيت الذين اوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك وما انت بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض
ولئن اتبعت اهواءهم من بعد ما جاءك من العلم انك اذا لمن الظالمين

ولئن اتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك أي والله لئن جئت اليهود والنصاري بكل
معجزه علي صدقك في امر القبله ما اتبعوك يا محمد ولا صلوا الي قبلتك
وما انت بتابع قبلتهم اي ولست انت بمتبع قبلتك بعد أن حولك الله عنها
وما بعضهم بتابع قبلة بعض اي ان النصاري لا يتبعون قبلة اليهود كما ان اليهود لا يتبعون
قبلة النصاري لما بينهم من العداوه والخلاف الشديد مع ان الكل من بني اسرائيل
ولئن اتبعت اهواءهم من بعد ما جاءك من العلم اي ولئن فرض وقدر انك سايرتهم علي اهواءهم
واتبعت ما يهوونه بعد وضوح البرهان الذي جاءك بطريق الوحي
انك اذا لمن الظالمين اي تكون ممن ارتكب افحش الظلم والكلام وارد علي سبيل الفرض والتقدير

الآيه 146
الذين أتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون ابناءهم وان فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون

الذين اتيناهم الكتاب اي اليهود والنصاري
يعرفونه كما يعرفون ابناءهم أي يعرفون محمدا معرفه لا امتراء فيها كما يعرف الواحد منهم ولده معرفة يقين
وان فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون أي وان جماعة منهم وهم رؤساؤهم واحبارهم ليخفون
الحق ولا يعلنونه ويخفون صفة النبي مع انه منعوت لديهم بأظهر النعوت

147
الحق من ربك فلا تكونن من الممترين

أي ما اوحاه الله اليك يا محمد من أمر القبله والدين هو الحق فلا تكونن من الشاكين والخطاب للرسول والمراد امته

الآيه 148
ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات أين ما تكونوا يات بكم الله جميعا ان الله علي كل شئ قدير

ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات أي لكل أمة من الأمم قبلة هو موليها وجهه
أي مائل اليها بوجهه فبادروا وسارعوا أيها المؤمنون الي فعل الخيرات
أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا أي في أي موضع تكونوا من اعماق الأرض او قلل الجبال
يجمعكم الله للحساب فيفصل بين المحق والمبطل
ان الله علي كل شئ قدير أي هو قادر علي جمعكم من الارض و ان تفرقت اجسامكم وابدانكم

الايه 149
ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وانه للحق من ربك وما الله بغافل عما تعملون

ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام أي من اي مكان خرجت اليه للسفر فتوجه
بوجهك في صلاتك جهة الكعبه
وانه للحق من ربك وما الله بغافل عما تعملون تقدم تفسيره وكرره لبيان تساوي حكم السفر والحضر

الآيه 150
ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره لئلا يكون للناس عليكم
حجه الا الذين ظلموا منهم فلا تخشوهم واخشوني ولأتم نعمتي عليكم ولعلكم تهتدون

ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره هذا أمر ثالث
باستقبال الكعبه المشرفه وفائدة هذا التكرار ان القبله كان اول ما نسخ من الأحكام الشرعيه
فدعت الحاجه الي التكرار لأجل التأكيد والتقرير وازالة الشبهه
لئلا يكون للناس عليكم حجه أي عرفكم أمر القبله لئلا يحتج عليكم اليهود فبقولوا يجحد ديننا ويتبع قبلتنا
فتكون لهم حجه عليكم او كقول المشركين يدعي محمد ملة ابراهيم ويخالف قبلته
الا الذين ظلموا منهم فلا تخشوهم واخشوني أي الا الظلمه المعاندين الذين لا يقبلون اي تعليل فلا تخافوهم وخافوني
ولأتم نعمتي عليكم ولعلكم تهتدون أي اتم فضلي عليكم بالهدايه الي قبلة أبيكم ابراهيم والتوفيق لسعادة الدارين

الآيه 151
كما ارسلنا فيكم رسولا منكم يتلوا عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمه ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون

كما أرسلنا فيكم رسولا منكم الكلام متعلق بما سبق قوله ولأتم نعمتي والمعني كما اتممت عليكم نعمتي
كذلك أرسلت فيكم رسولا منكم
يتلوا عليكم آياتنا أي يقرا عليكم القرآن
ويزكيكم أي يطهركم من الشرك وقبيح الفعل
ويعلمكم الكتاب والحكمه اي يعلمكم احكام الكتاب المجيد والسنه النبويه المطهره
ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون أي يعلمكم من امور الدنيا والدين الشئ الكثير الذي لم تكونوا تعلمونه

الايه 152
فاذكروني اذكركم واشكروا لي ولا تكفرون

فاذكروني اذكركم أي اذكروني بالعباده والطاعه اذكركم بالثواب والمغفره
واشكروا لي ولا تكفرون اي اشكروا نعمتي عليكم ولا تكفروها بالجحود والعصيان

الآيه 153
يا أيها الذين ءامنوا استعينوا بالصبر والصلاه ان الله مع الصابرين

يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاه أي استعينوا علي امور دنياكم وآخرتكم بالصبر
والصلاه فبالصبر تنالون كل فضيله وبالصلاه تنهون عن كل رذيله
ان الله مع الصابرين أي معهم بالنصر والمعونه والحفظ والتاييد

الآيه 154
ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله اموات بل احياء ولكن لا تشعرون

ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله اموات أي لا تقولوا للشهداء انهم اموات
بل أحياء ولكن لا تشعرون اي بل هم احياء عند ربهم يرزقون ولكن لا تشعرون بذلك لأنهم في حياه برزخيه اسمي من هذه الحياه

الآيه 155
ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين

ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الاموال والأنفس والثمرات أي ولنختبرنكم بشئ يسير من الوان البلاء مثل
الخوف والجوع وذهاب بعض الأموال وموت بعض الأحباب وضياع بعض الزروع والثمار
وبشر الصابرين أي بشر الصابرين علي المصائب والبلايا بجنات النعيم

الآيه 156
الذين اذا أصابتهم مصيبه قالوا انا لله وانا اليه راجعون

الذين اذا اصابتهم مصيبه اي نزل بهم كرب او بلاء او مكروه
قالوا انا لله وانا اليه راجعون اي استرجعوا واقروا بانهم عبيد الله يفعل بهم ما يشاء

الآيه 157
أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمه وأولئك هم المهتدون

أي اولئك الموصوفون بما ذكر لهم ثناء وتمجيد ورحمه من الله وهم الكهتدون الي طريق السعاده

الآيه 158
ان الصفا والمروه من شعائر الله فمن حج البيت او اعتمر فلا جناح عليه ان يطوف بهما ومن تطوع خيرا فان الله شاكر عليم

ان الصفا والمروه اسم لجبلين بمقربه من البيت الحرام
من شعائر الله اي من اعلام دينه ومناسكه التي تعبدنا الله بها
فمن حج البيت او اعتمر أي من قصد بيت الله للحج او قصده للزياره باحد النسكين الحج او العمره
فلا جناح عليه ان يطوف بهما اي لا حرج ولا اثم عليه ان يسعي بينهما فاذا كان المشركون يسعون بينهما ويتمسحون بالاصنام
فاسعوا انتم لله رب العالمين ولا تتركوا الطواف بينهما خشية التشبه بالمشركين
ومن تطوع خيرا اي من تطوع بالحج والعمره بعد قضاء حجته المفروضه عليه او فعل خيرا فرضا كان او نفلا
فان الله شاكر عليم اي انه سبحانه شاكر له طاعته ومجازيه عليها خير الجزاء لأنه عليم بكل ما
يصدر من عباده من الاعمال فلا يضيع عنده اجر المحسنين

الآيه 159
ان اللذين يكتمون ما انزلنا من البينات والهدي من بعد ما بيناه للناس في الكتاب اولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون

ان اللذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدي اي يخفون ما انزلناه من الآيات البينات والدلائل
الواضحات التي تدل علي صدق محمد صلي الله عليه وسلم
من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أي من بعد ما توضيحه لهم في التوراه او في الكتب السماويه
اولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون أي أولئك الموصوفون بقبيح الأعمال الكاتمون لأوصاف الرسول المحرفون
لأحكام التوراه يلعنهم الله فيبعدهم من رحمته وتلعنهم الملائكه والمؤمنون

الآيه 160
الا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم

الا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك اتوب عليهم أي الا الذين ندموا علي ما صنعوا و أصلحوا ما أفسدوه بالكتمان
وبينوا للناس حقيقة ما أنزل الله فأولئك يقبل الله توبتهم ويشملهم برحمته
وانا التواب الرحيم أي كثير التوبه علي عبادي واسع الرحمه بهم أصفح عما فرط منهم من السيئات

الآيه 161
ان الذين كفروا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين

ان الذين كفروا وماتوا وهم كفار أي كفروا بالله واستمروا علي الكفر حتي داهمهم الموت وهم علي تلك الحاله
أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس اجمعين أي يلعنهم الله وملائكته وأهل الأرض جميعا حتي الكفار
فانهم يوم القيامه يلعن بعضهم بعضا

الآيه 162
خالدين فيها لايخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون

خالدين فيها أي خالدين في النار وفي اضمارها تخفيم لشأنها
لا يخفف عنهم العذاب أي ان عذابهم في جهنم دائم لا ينقطع لا يخف عنهم طرفة عين
ولا هم ينظرون أي ولا يمهلون أو يؤجلون بل يلاقيهم العذاب حال مفارقتهم الدنيا

الآيه 163
والهكم اله واحد لا اله الا هو الرحمن الرحيم

والهكم اله واحد أي الهكم المستحق للعباده اله واحد لا نظير له في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله
لا اله الا هو الرحمن الرحيم أي لا معبود بحق الا هو جل وعلا مولي النعيم ومصدر الاحسان

الآيه 164
ان في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما انزل الله من السماء من ماء
فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون

ان في خلق السموات والأرض أي ان في ابداع السموات والأرض بما فيهما من عجائب الصنعه ودلائل القدره
واختلاف الليل والنهار أي تعاقبهما بنظام محكم ياتي الليل فيعقبه النهار ويطول النهار ويقصر الليل والعكس
والفلك التي تجري في البحر أي السفن الضخمه الكبيره التي تسير في البحر علي وجه الماء وهي موقره بلأثقال
بما ينفع الناس أي بما فيه مصالح الناس من انواع الكتاجر والبضائع
وما انزل الله من السماء من ماء أي وما انزل الله من السحاب من المطر الذي به حياة البلاد والعباد
فأحيا به الأرض بعد موتها أي احيا بهذا الماء الزروع والشجار بعد ان كانت يابسه مجدبه ليس فيها حبوب ولا ثمار
وبث فيها من كل دابه أي نشر وفرق في الأرض من كل ما يدب عليها من انواع الدواب المختلفه في احجامها وأشكالها وألوانها و أصواتها
وتصريف الرياح أي تقليب الرياح في هبوبها جنوبا وشمالا حاره وبارده ولينه وعاصفه
والسحاب المسخر بين السماء والأرض اي السحاب المذلل بقدرة الله يسير حيث شاء الله وهو يحمل الماء الغزير
ثم يصبه علي الأرض قطرات قطرات قال كعب الاحبار السحاب غربال المطر ولولا السحاب لأفسد المطر ما يقع عليه من الأرض
لآيات لقوم يعقلون أي لدلائل وبراهين عظيمه داله علي القدره القاهره والحكمه الباهره والرحمه الواسعه لقوم لهم عقول
تعي وابصار تدرك وتتدبر بان هذه الامور من صنع اله قادر حكيم

الآيه 165
ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله والذين ىمنوا أشد حبا لله ولو يري الذين
ظلموا اذ يرون العذاب ان القوة لله جميعا وان الله شديد العذاب

ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا أي ومن الناس من تبلغ بهم الجهاله ان يتخذ من غير الله اندادا اي رؤساء واصناما
يحبونهم كحب الله أي يعظمونهم ويخضعون لهم كحب المؤمنين لله
والذين آمنوا أشد حبا لله أي حب المؤمنين لله أشد من حب المشركين للأنداد
ولو يري الذين ظلموا اذ يرون العذاب ان القوة لله جميعا أي لو رأي الظالمون حين يشاهدون العذاب المعد لهم
يوم القيامه ان القدره كلها لله وحده
وان الله شديد العذاب أي وأن عذاب الله شديد أليم

الآيه 166
اذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب

اذ تبرا الذين اتبعوا من الذين اتبعوا أي تبرأ الرؤساء من الأتباع
ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب أي حين عاينوا العذاب وتقطعت بينهم الروابط وزالت المودات

الآيه 167
وقالوا الذين اتبعوا لو ان لنا كره فنتبرأ منهم كما تبرءوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار

وقالوا الذين اتبعوا لو أن لنا كره فنتبرأ منهم أي تمني الأتباع لو ان لهم رجعه الي الدنيا
ليتبراو من هؤلاء الذين اضلوهم السبيل
كما تبرءوا منا أي كما تبرا الرؤساء من الأتباع في ذلك اليوم العصيب
كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم أي انه تعالي كما أراهم شدة عذابه يريهم اعمالهم القبيحه ندامات شديده وحسرات
تتردد في صدورهم كانها شرر الجحيم
وما هم بخارجين من النار أي ليس لهم سبيل الي الخروج من النار بل هم في عذاب سرمدي وشقاء أبدي

الآيه 168
يأيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان انه لكم عدو مبين

يأيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا الخطاب عام لجميع البشر أي كلوا مما احله الله لكم من الطيبات
حال كونه مستطابا في نفسه غير ضار بالأبدان والعقول
ولا تتبعوا خطوات الشيطان أي لا تقتدوا بآثار الشيطان فيما يزينه لكم من المعاصي والفواحش
انه لكم عدو مبين أي انه عظيم العداوه لكم وعداوته ظاهره لا تخفي علي عاقل

الآيه 169
انما يأمركم بالسوء والفحشاء و ان تقولوا علي الله ما لا تعلمون

انما يأمركم بالسوء والفحشاء أي لا يامركم الشيطان بما فيه خير انما يامركم بالمعاصي والمنكرات وما تناهي في القبح من الرذائل
وان تقولوا علي الله ما لا تعلمون أي وان تفتروا علي الله بتحريم ما أحل لكم وتحليل ما حرم عليكم فتحلوا وتحرموا من تلقاء انفسكم

الآيه 170
واذا قيل لهم اتبعوا ما انزل الله قالوا بل نتبع ما الفينا عليه آباءنا او لو كان آباءهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون

واذا قيل لهم اتبعوا ما انزل الله أي واذا قيل للمشركين اتبعوا ما انزل الله علي رسوله من الوحي والقرآن
واتركوا ما انتم عليه من الضلال والجهل
قالوا بل نتبع عليه ما ألفينا آباءنا آ أي بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا
أو لو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون أي ايتبعون آباءهم ولو كانوا سفهاء أغبياء ليس لهم عقل
يردعهم عن الشر ولا بصيره تنير لهم الطريق والاستفهام للانكار والتوبيخ

الآيه 171
ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع الا دعاء ونداء صم بكم عمي فهم لا يعقلون

ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع الا دعاء ونداء أي ومثل الكفار في عدم انتفاعهم بالقرآن وحججه الساطعه
ومثل من يدعوهم الي الهدي كمثل الراعي الذي يصيح بغنمه ويزجرها فهي تسمع الصوت والنداء دون أن تفهم الكلام
والمراد ان الكفار كالدواب السارحه لا يفهمون ما تدعوهم اليه ولا يفقهون
صم بكم عمي فهم لا يعقلون أي صم عن سماع الحق بكم أي خرس عن النطق به عمي عن رؤيته فهم لا يفقهون ما يقال لهم

الآيه 172
يأيها الذين ءامنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله ان كنتم اياه تعبدون

يأيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم خاطب المؤمنين لأنهم الذين ينتفعون بالتوجيهات الربانيه
والمعني كلوا يأيها المؤمنون من المستلذات وما طاب من الرزق الحلال الذي يرزقكم الله اياه
واشكروا لله ان كنتم اياه تعبدون أي اشكروا لله علي نعمه التي لا تحصي ان كنتم تخصونه بالعباده ولا تعبدون أحدا سواه

الآيه 173
انما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما اهل به لغير الله فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا اثم عليه ان الله غفور رحيم

انما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير أي ما حرم عليكم الا الخبائث كالميتة والدم ولحم الخنزير
وما اهل به لغير الله أي وما ذبح للأصنام فذكر عليه اسم غير الله كقولهم باسم اللات والعزي
فمن اضطر غير باغ ولا عاد أي فمن ألجأته ضرورة الي أكل شئ من المحرمات بشرط ألا يكون ساعيا في فساد ولا متجاوز مقدار الحاجه
فلا اثم عليه أي فلا عقوبه عليه في الأكل
ان الله غفور رحيم أي يغفر الذنوب ويرحم العباد ومن رحمته ان أباح المحرمات وقت الضروره

الآيه 174
ان الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا أولئك ما ياكلون في
بطونهم الا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامه ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم

ان الذين يكتمون ما انزل الله من الكتاب أي يخفون صفة النبي عليه السلام المذكوره في التوراه وهم اليهود
ويشترون به ثمنا قليلا أي يأخذون بدله عوضا حقيرا من حطام الدنيا
أولئك ما ياكلون في بطونهم الا النار أي انما يأكلون نارا تأجج في بطونهم يوم القيامه لأن أكل ذلك المال الحرام يفضي بهم الي النار
ولا يكلمهم الله يوم القيامه أي لا يكلمهم كلام رضي كما يكلم المؤمنين بل يكلمهم كلام غضب
ولا يزكيهم أي يطهرهم من دنس الذنوب
ولهم عذاب أليم أي عذاب مؤلم وهو عذاب جهنم

الآيه 175
أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدي والعذاب بالمغفره فما اصبرهم علي النار

أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدي أي أخذوا الضلالة بدل الهدي والكفر بدل الايمان
والعذاب بالمغفره أي واستبدلوا الجحيم بالجنه
فما أصبرهم علي النار أي ما أشد صبرهم علي نار جهنم وهو تعجيب للمؤمنين من جراءة أولئك الكفار علي اقتراف أنواع المعاصي

الآيه 176
ذلك بان الله نزل الكتاب بالحق وان الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد

ذلك بأن الله نزل الكتاب بالحق أي ذلك العذاب الأليم بسبب ان الله أنزل كتابه التوراه ببيان الحق فكتموا وحرفوا فيه
وان الذين اختلفوا في الكتاب أي اختلفوا في تاويله وتحريفه
لفي شقاق بعيد أي في خلاف بعيد عن الحق والصواب مستوجب لأشد العذاب

بارك الله فيكى يا دعاء واكثر من امثالك
وسوبر والله سوبر عليكى وعلى مجهودك الرااااااائع
واسال الله ان يجعله فى ميزان حسناتك

شكراااااااا يا بندق علي ردك الجميل

» تفسير الآيات 10 و 11 و 12 من سورة البقره
» نظرة إلى سورة الفاتحة
» من روائع سورة الكهف رقمى ...وفهمى