تفسير سورة البقره

بارك الله فيكى يا دعاء
وسوبر والله سوبر

تفسير الآيات 93 , 94 , 95

واذ اخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما ءاتيناكم بقوه واسمعوا قالوا سمعنا وعصينا واشربوا في قلوبهم
العجل بكفرهم قل بئسما يامركم به ايمانكم ان كنتم مؤمنين

واذ اخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور أي اذكروا يا بني اسرائيل حين اخذنا عليكم العهد المؤكد
بما في التوراه ورفعنا فوقكم جبل الطور
خذوا ما آتيناكم بقوه أي بعزم وحزم والا طرحنا الجبل فوقكم
واسمعوا أي سماع طاعه وقبول
قالوا و سمعنا عصينا أي سمعنا قولك وعصينا امرك
واشربوا في قلوبهم العجل اي خالط حبة قلوبهم وتغلغل في سويدائها والمراد ان حب عبادة العجل امتزج
بدمائهم ودخل في قلوبهم كما يدخل الصبغ في الثوب والماء في البدن
بكفرهم اي بسبب كفرهم
قل بئسما يأمركم به ايمانكم اي قل لهم علي سبيل التهكم بهم بئس هذا الايمان الذي يامركم بعبادة العجل
ان كنتم مؤمنين أي ان كنتم تزعمون الايمان فبئس هذا العمل والصنيع والمعني
لستم بمؤمنين لان الايمان لا يامربعبادة العجل

قل ان كانت لكم الدار الاخرةعند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت ان كنتم صادقين

قل ان كانت لكم الدار الاخره عند الله خالصة من دون الناس أي قل لهم يا محمد ان كانت الجنه لكم خالصه لا يشارككم في نعيمها أحد كما زعمتم
فتمنوا الموت ان كنتم صادقين أي اشتاقوا الموت الذي يوصلكم الي الجنه لان نعيم هذه الحياه لا يساوي شيئا اذا قيس
بنعيم الاخره ومن أيقن انه من اهل الجنه اشتاق اليها

ولن يتمنوه ابدا بما قدمت ايديهم والله عليم بالظالمين

ولن يتمنوه ابدا بما قدمت ايديهم اي لن يتمنوا الموت ما عاشوا بسبب اجترحوه من الذنوب والآثام
والله عليم بالظالمين اي عالم بظلمهم واجرامهم وسيجازيهم علي ذلك

بارك اللهف يكى يا دعاء
والى الامااااااااااااااام

تفسير الآيات 96 , 97 , 98

ولتجدنهم أحرص الناس علي حياه ومن اللذين أشركوا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه
من العذاب ان يعمر والله بصير بما يعملون

ولتجدنهم احرص الناس علي حياة ومن الذين أشركوا أي ولتجدن اليهود أشد الناس حرصا علي الحياه واحرص
من المشركين أنفسهم وذلك لعلمهم بأنهم صائرون الي النار لاجرامهم
يود أحدهم لو يعمر ألف سنه أي يتمني الواحد منهم ان يعيش ألف سنه
وما هو بمزحزحه من العذاب ان يعمر أي وما طول العمر مهما عمر بمبعده ومنجيه من عذاب الله
والله بصير بما يعملون اي مطلع علي اعمالهمفيجازيهم عليها

قل من كان عدوا لجبريل فانه نزله علي قلبك باذن الله مصدقا لما بين يديه وهدي وبشري للمؤمنين

قل من كان عدوا لجبريل أي قل لهم يا محمد من كان عدوا لجبريل فانه عدو لله لان الله جعله واسطه بينه
وبين رسله فمن عاداه فقد عادي الله
فانه نزله علي قلبك باذن الله أي فان جبريل الامين نزل القرآن علي قلبك يا محمد بامر الله تعالي
مصدقا لما بين يديه أي مصدقا لما سبقه من الكتب السماويه
وهدي وبشري للمؤمنين اي وفيه الهدايه الكامله والبشاره الساره للمؤمنين بجنات النعيم

من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فان الله عدو للكافرين

من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال أي من عادي الله وملائكته ورسله
وعادي علي الوجه الاخص جبريل وميكائيل فهو كافر عدو لله
فان الله عدو للكافرين لان الله يبغض من عادي احدا من أوليائه ومن عاداهم عاداه الله ففيه الوعيد والتهديد الشديد

ربنا يبارك فيكى يا دعاء

ربنا يخليك يا بندق

تفسير الآيات 99 , 100 , 101

ولقد أنزلنا اليك آيات بينات وما يكفر بها الا الفاسقون

ولقد انزلنا اليك آيات بينات أي والله لقد انزلنا اليك يا محمد آيات واضحات دالات علي نبوتك
وما يكفر بها الا الفاسقون اي وما يجحد بهذه الآيات ويكذب بها الا الخارجون عن الطاعه الماردون علي الكفر

او كلما عاهدوا عهدا نبذه فريقا منهم بل اكثرهم لا يؤمنون

أو كلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم اي أيكفرون بالآيات وهي في غاية الوضوح وكلما اعطوا عهدا نقضه جماعه منهم
بل اكثرهم لا يؤمنون أي بل اكثر اليهود لا يؤمن بالتوراه الايمان الصادق لذلك ينقضون العهود والمواثيق

ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريق من اللذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كانهم لا يعلمون

ولما جاءهم رسول من عند الله وهو محمد صلي الله عليه وسلم
مصدق لما معهم أي مصدقا للتوراه وموافقا لها في اصول الدين ومقررا لنبوة موسي عليه السلام
نبذ فريق من اللذين أتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم أي طرح أحبارهم وعلماؤهم التوراه واعرضوا عنها بالكليه
لأنها تدل علي نبوءة محمد صلي الله عليه وسلم فجحدوا أصروا علي انكار نبوته
كأنهم لا يعلمون أي كانهم لا يعلمون من دلائل نبوته شيئا

تفسير الآيات 102 , 103

واتبعوا ما تتلوا الشياطين علي ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشيطين كفروا يعلمون الناس السحر وما انزل علي
الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتي يقولا انما نحن فتنه فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون
بين المرء وزوجه وما هم بضارين احد الا باذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا بنفعهم ولقد علموا
لمن اشتراه ماله في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به انفسهم لو كانوا يعلمون

واتبعوا ما تتلوا الشياطين علي ملك سليمان أي اتبعوا طرق السحر والشعوذه التي كانت تحدثهم بها الشياطين في عهد ملك سليمان
وما كفر سليمان أي وما كان سليمان ساحرا ولا كفر بتعلمه السحر
ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر أي ولكن الشياطين هم اللذين علموا الناس السحر حتي فشا امره بين الناس
وما انزل علي الملكين ببابل هاروت وماروت أي وكما اتبع رؤساء اليهود السحر كذلك اتبعوا ما انزل علي
الملكين وهما هاروت وماروت ببملكة بابل بارض الكوفه وقد انزلهما الله ابتلاء وامتحان للناس
وما يعلمان من احد حتي يقولا انما نحن فتنه فلا تكفر اي ان الملكين لا يعلمان احدا من الناس السحر حتي يبذلا النصيحه ويقولا
ان هذا الذي نصفه لك انما هو امتحان من الله فلا تستعمله للاضرار ولا تكفر بسببه
فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه أي ويتعلمون منهما من علم السحر ما يكون سببا في التفريق بين الزوجين
وما هم بضارين من احد الا باذن الله أي وما هم بما استعملوه من السحر يضرون احدا الا باذن الله
ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم اي والحال انهم بتعلم السحر يحصلون علي الضرر لا علي النفع
ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الآخرة من خلاق أي ولقد علم اليهود الذين نبذوا كتاب الله واستبدلوا به السحر انهم ليس لهم حظ
من رحمة الله ولا من الجنه لانهم آثروا السحر علي كتاب الله
ولبئس ما شروا به انفسهم لو كانوا يعلمون أي ولبئس هذا الشئ الذي باعوا به أنفسهم لو كان لهم علم أو فهم او ادراك

ولو انهم ءامنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير لو كانوا يعلمون

ولو أنهم آمنوا واتقوا أي ولو ان اولئك اللذين يتعلمون السحر آمنوا بالله وخافوا عذابه
لمثوبة من عند الله خير لو كانوا يعلمون أي لاثابهم الله ثوابا افضل مما شغلوا به انفسهم من السحر الذي
لا يعود عليهم الا بالويل والخسار والدمار

ربنا يبارك فيكى يا دعاء

وفين تفسير الايات 104 105 106 مش باينه ليه

تفسير الآيات 104 , 105 , 106

يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب اليم

يا ايها الذين آمنوا هذا نداء من الله جل شأنه للمؤمنين يخاطبهم فيه
لا تقولوا راعنا أي راقبنا وامهلنا حتي نتمكن من حفظ ما تلقيه علينا
وقولوا انظرنا أي انتظرنا وارتقبنا
واسمعوا أي اطيعوا أوامر الله ولا تكونوا كاليهود حيث قالوا سمعنا وعصينا
وللكافرين عذاب أليم أي ولليهود الذين نالوا من الرسول وسبوه عذاب اليم موجع

ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين ان ينزل عليكم من خير من ربكم والله
يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم

ما يود الذين كفروا من اهل الكتاب ولا المشركين ان ينزل عليكم من خير من ربكم أي ما يحب الكافرون من اليهود
والنصاري ولا المشركون ان ينزل عليكم شئ من الخير بغضا فيكم وحسدا لكم
والله يختص برحمته من يشاء أي يختص بالنبوه والوحي والفضل والاحسان من شاء من عباده
والله ذو الفضل العظيم والله واسع الفضل والاحسان

ما ننسخ من آية او ننسها نات بخير منها أو مثلها ألم تعلم ان الله علي كل شئ قدير

ما ننسخ من آية او ننسها أي ما نبدل من حكم آيه فنغره بآخر او ننسها يا محمد أي نمحها من قلبك
نأت بخير منها أو مثلها أي نات بخيرلكم منها أيها المؤمنون بما هو انفع لكم في العاجل و الآجل
الم تعلم ان الله علي كل شئ قدير أي الم تعلم ايها المخاطب ان الله علي كل شئ قدير لا يصدر منه الا كل خير واحسان للعباد

تفسير الآيات 107 , 108 , 109

ألم تعلم ان الله له ملك السموات والأرض وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير

ألم تعلم ان الله له ملك السموات و الأرض أي الم تعلم ان الله هو المالك المتصرف في شئون الخلق يحكم بما يشاء
وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير اي ما لكم ولي يرعي شئونكم او ناصر ينصركم غير الله تعالي فهو نعم الناصر ونعم المعين

ام تريدون ان تسئلوا رسولكم كما سئل موسي من قبل ومن يتبدل الكفر بالايمان فقد ضل سواء السبيل

ام تريدون ان تسالوا رسولكم كما سئل موسي من قبل أي بل اتريدون يا معشر المؤمنين ان تسالوا نبيكم كما سئل
قوم موسي نبيهم من قبل ويكون مثلكم مثل اليهود الذين قالوا لنبيهم أرنا الله جهرة فتضلوا كما ضلوا
ومن يتبدل الكفر بالايمان اي يستبدل الضلالة بالهدي وياخذ الكفر بدل الايمان
فقد ضل سواء السبيل أي فقد حاد عن الجاده وخرج عن الصراط المستقيم

ود كثير من اهل الكتاب لو يردونكم من بعد ايمانكم كفارا حسدا من عند انفسهم من بعد ما تبين لهم
الحق فاعفوا واصفحوا حتي ياتي الله بامره ان الله علي كل شئ قدير

ود كثيرمن اهل الكتاب اي تمني كثير من اليهود والنصاري
لو يردونكم من بعد ايمانكم كفارا اي لو يصيرونكم كفارا بعد ان آمنتم
حسدا من عند انفسهم أي حسدا منهم لكم حملتهم عليه انفسهم الخبيثه
من بعد ما تبين لهم الحق أي من بعد ما ظهر لهم بالبراهين الساطعه ان دينكم هو الحق
فاعفوا واصفحوا اي اتركوهم واعرضوا عنهم فلا تؤاخذوهم
حتي ياتي الله بامره اي حتي ياذن الله لكم بقتالهم
ان الله علي كل شئ قدير اي قادر علي كل شئ فينتقم منهم اذا حان الأوان

ربنا يبارك فيكى يا دعاء
ومتاقه دااااااااائما

تفسير الآيات 110 , 111 , 112

وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاه وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله ان الله بما تعملون بصير

وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاه اي حافظوا علي عمودي الاسلام وهما الصلاه والزكاه وتقربوا اليه بالعباده البدنيه والماليه
وما تقدموا لأنفسكم خير تجدوه عند الله أي ما تتقربوا الي الله من صلاه أو صدقه او عمل صالح فرضا كان او تطوعا تجدوا ثوابه عند الله
ان الله بما تعملون بصير أي رقيب عليكم مطلع علي اعمالكم فيجازيكم عليها يوم الدين

وقالوا لن يدخل الجنة الا من كان هودا او نصاري تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين

وقالوا لن يدخل الجنة الا من كان هودا او نصاري أي قال اليهود لن يدخل الجنة الا
من كان يهوديا وقال النصاري لن يدخل الجنة الا من كان نصرانيا
تلك امانيهم اي تلك خيالاتهم واحلامهم
قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين أي قل لهم يا محمد ائتوني بالحجة الساطعه علي ما تزعمون ان كنتم صادقين في دعواكم

بلي من أسلم وجهه لله وهو محسن فله اجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون

بلي من أسلم وجهه لله اي بلي يدخل الجنة من استسلم وخضع واخلص نفسه لله
وهو محسن اي وهو مؤمن مصدق متبع لرسول الله صلي الله عليه وسلم
فله اجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون اي فله ثواب عمله ولا خوف
عليهم في الآخره ولا يعتريهم حزن أو كدر بل هم في نعيم مقيم

الآيه 113
وقالت اليهود ليست النصاري علي شئ وقالت النصاري ليست اليهود علي شئ وهم يتلون الكتاب كذلك قال
الذين لا يعلمون مثل قولهم فالله يحكم بينهم يوم القيامه فيما كانوا فيه يختلفون

وقالت اليهود ليست النصاري علي شئ أي كفر اليهود بعيسي وقالوا ليس النصاري علي دين صحيح معتد به فدينهم باطل
وقالت النصاري ليست اليهود علي شئ اي وقال النصاري في اليهود مثل ذلك وكفروا بموسي
وهم يتلون الكتاب أي والحال ان اليهود يقرءون التوراه والنصاري يقرءون الانجيل فقد كفروا عن علم
كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم أي كذلك قال مشركو العرب مثل قول اهل الكتاب قالوا ليس محمد علي شئ
فالله يحكم بينهم يوم القيامه فيما كانوا فيه يختلفون أي يحكم بين اليهود والنصاري ويفصل بينهم بقضائه العادل فيما اختلفوا فيه من أمر الدين

الآيه 114
ومن اظلم ممن منع مساجد الله ان يذكر فيها اسمه وسعي في خرابها اولئك ما كان لهم ان يدخلوها
الا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم

ومن اظلم ممن منع مساجد الله ان يذكر فيها اسمه وسعي في خرابها استنكار واستبعاد لأن يكون احد اظلم ممن فعل ذلك
أي لا احد اظلم ممن منع الناس من عبادة الله في بيوت الله وعمل لخرابها بالهدم كما فعل الرومان
ببيت المقدس او بتعطيلها من العباده كما فعل كفر قريش
اولئك ما كان لهم ان يدخلوها الا خائفين أي ما ينبغي لاولئك ان يدخلوها الا وهم في خشيه وخضوع فضلا عن التجرؤ علي تخريبها وتعطيلها
لهم في الدنيا خزي أي لأولئك المذكورين هوان وذله في الدنيا
ولهم في الاخرة عذاب عظيم وهو عذاب النار

الآيه 115
ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله ان الله واسع عليم

ولله المشرق والمغرب اي لله مكان شروق الشمس ومكان غروبها والمراد جميع الارض
فأينما تولوا فثم وجه الله أي الي اي جهه توجهتم بامره فهناك قبلته التي رضيها لكم وقد نزلت الآيه فيمن أضاع جهة القبله
ان الله واسع عليم أي يسع الخلق بالجود والافضال عليم بتدبير شئونهم لا تخفي عليه خافيه من احوالهم

الآيه 116
وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه بل له ما في السموات والارض كل له قانتون

وقالوا اتخذ الله ولدا هو قول اليهود والنصاري والمشركين فاليهود قالوا عزيز ابن الله والنصاري قالوا المسيح
ابن الله والمشركين قالوا الملائكة بنات الله فكذب الله الجميع في دعواهم
سبحانه أي تقدس وتنزه عما زعموا تنزها بليغا
بل له ما في السموات والأرض بل للاضراب اي ليس الأمر كما زعموا بل هو خالق جميع الموجودات التي من جملتها عزيز والمسيح والملائكه
كل له قانتون اي الكل منقادون له لا يستعصي شئ منهم علي تكوينه وتقديره ومشيئته

الآيه 117
بديع السموات والأرض واذا قضي امرا فانما يقول له كن فيكون

بديع السموات والأرض اي خالقهما ومبدعهما علي غير مثال سابق
واذا قضي امرا فانما يقول له كن فيكون أي اذا أراد ايجاد شئ حصل من غير امتناع ولا مهله
فمتي اراد شيئا وجد بلمح البصر فمراده نافذ وأمره لا يتخلف

الآيه 118
وقال اللذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله او تاتينا ءايه كذلك قال اللذين من قبلهم مثل
قولهم تشابهت قلوبهم قد بينا الآيات لقوم يوقنون

وقال اللذين لا يعلمون المراد بهم جهلة المشركين وهم كفار قريش
لولا يكلمنا الله أي هلا يكلمنا الله مشافهة او بانزال الوحي علينا بانك رسوله
أو تاتينا آية اي تكون برهانا وحجه علي صدق نبوئتك قالوا ذلك استكبارا وعنادا
كذلك قال اللذين من قبلهم مثل قولهم اي مثل هذا الباطل الشنيع قال المكذبون من اسلافهم لرسلهم
تشابهت قلوبهم أي قلوب هؤلاء ومن قبلهم في العمي والعناد والتكذيب للانبياء وفي هذا تسليه له صلي الله عليه وسلم
قد بينا الآيات لقوم لا يوقنون أي قد وضحنا الأدله و أقمنا البراهين لقوم يطلبون الحق واليقين وكلها ناطقه بصدق ما جئت به

الآيه 119
انا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا ولا تسئل عن اصحاب الجحيم

انا ارسلناك بالحق بشيرا ونذيرا أي أرسلناك يا محمد بالشريعه النيره والدين القويم بشيرا للمؤمنين
بجنات النعيم ونذيرا للكافرين من عذاب الجحيم
ولا تسال عن أصحاب الجحيم اي انت لست مسئولا عمن لم يؤمن منهم بعد ان بذلت الجهد في دعوتهم

الآيه 120
ولن ترضي عنك اليهود ولا النصاري حتي تتبع ملتهم قل ان هدي الله هو الهدي ولئن اتبعت اهواءهم
بعد اللذي جاءك من العلم ماللك من الله من ولي ولا نصير

ولن ترضي عنك اليهود ولا النصاري حتي تتبع ملتهم اي لن ترضي عنك الطائفتان اليهود والنصاري
حتي تترك الاسلام المنير وتتبع دينهم
قل ان الهدي هدي الله أي قل لهم يا محمد ان الاسلام هو الدين الحق وما عداه فهو ضلال
ولئن اتبعت اهوائهم بعد الذي جاءك من العلم اي ولئن سايرتهم علي آرائهم الزائفه واهواءهم
الفاسده بعد ما ظهر لك الحق بالبراهين الساطعه والحجج القاطعه
ما لك من الله من ولي ولا نصير أي ليس لك من يحفظك او يدفع عنك عقابه الأليم

الايه 121
الذين ءاتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته اولئك يؤمنون به ومن يكفر به فاولئك هم الخاسرون

الذين آتيناهم الكتاب وهم طائفه من اليهود والنصاري اسلموا
يتلونه حق تلاوته اي يقرءونه قراءه حقه كما أنزل
اولئك يؤمنون به اي فاولئك هم المؤمنون حقا دون المعاندين المحرفين لكلام الله
ومن يكفر به فاولئك هم الخاسرون اي ومن كفر بالقرآن فقد خسر دنياه وآخرته

تفسير الايه 122
يا بني اسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم و أني فضلتكم علي العالمين

يا بني اسرائيل اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم أي اذكروا نعمي الكثيره عليكم وعلي آبائكم
وأني فضلتكم علي العالمين أي واذكروا تفضيلي لكم علي سائر الامم في زمانكم

الآيه 123
واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة ولا هم ينصرون

واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا أي خافوا ذلك اليوم الرهيب الذي لا تغني فيه
نفس عن نفس ولا تدفع عنها من عذاب الله شيئا
ولا يقبل منها عدل اي لا يقبل منها فداء
ولا تنفعها شفاعة اي لا تفيدها شفاعة احد لأنها كفرت بالله
ولا هم ينصرون أي لا يدفع عنهم احد عذاب الله ولا يجيرهم من سطوة عقابه

الآيه 124
واذا ابتلي ابراهيم ربه بكلمات فاتمهن قال اني جاعللك للناس اماما قال ومن ذريتي قال لا ينا عهدي الظالمين

واذا ابتلي ابراهيم ربه بكلمات فاتمهن أي اذكر يا محمد حين اختبر الله عبده ابراهيم الخليل وكلفه بجمله
من التكاليف الشرعيه فقام بهن خير قيام
قال اني جاعلك للناس اماما اي قال له ربه اني جاعلك قدوة للناس ومنارا يهتدي بك الخلق
قال ومن ذريتي اي قال ابراهيم واجعل يا رب ائمه من ذريتي
قال لا ينال عهدي الظالمين اي لا ينال هذا الفضل العظيم احد من الكافرين

الآيه 125
واذ جعلنا البيت مثاية للناس وامنا واتخذوا من مقام ابراهيم مصلي وعهدنا الي ابراهيم
واسماعيل ان طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود

واذ جعلنا البيت مثابة للناس اي واذكر حين جعلنا الكعبه المعظمه مرجعا للناس يقبلون عليه من كل جانب
وامنا اي مكان أمن يامن من لجا اليه وذلك لما أودع الله في قلوب العرب من تعظيمه واجلاله
واتخذوا من مقام ابراهيم مصلي أي وقلنا للناس اتخذوا من المقام وهو الحجر الذي
كان يقوم عليه ابراهيم لبناء الكعبه مصلي اي صلوا عنده
وعهدنا الي ابراهيم واسماعيل أي اوصينا وامرنا ابراهيم وولده اسماعيل
ان طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود اي امرناهما بان يصونا البيت من الأرجاس والأوثان ليكون معقلا
للطائفين حوله والمعتكفين الملازمين له والمصلين فيه

الآيه 126
واذ قال ابراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق اهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر قال ومن كفر
فأمتعه قليلا ثم أضطره الي عذاب النار وبئس المصير

واذ قال ابراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا أي اجعل هذا المكان والمراد مكه المكرمه بلدا ذا أمن يكون اهله في أمن واستقرار
وارزق اهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الاخر أي وارزق يا رب المؤمنين من اهله وسكانه من انواع الثمرات ليقبلوا
علي طاعتك ويتفرغوا لعبادتك وخص بدعوته المؤمنين فقط
قال ومن كفر فأمتعه قليلا أي قال الله وارزق من كفر ايضا كما ارزق المؤمن أأخلق خلقا ثم لا أرزقهم ؟
اما الكافر فأمتعه في الدنيا متاعا قليلا وذلك مدة حياته فيها
ثم اضطره الي عذاب النار أي ثم الجئه في الاخره و اسوقه الي عذاب النار فلا يجد عنها محيصا
وبئس المصير اي وبئس المآل والمرجع للكافر ان يكون ماواه نار جهنم

الآيه 127
واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم

واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل أي واذكر يا محمد ذلك الأمر الغريب وهو رفع الرسولين العظيمين ابراهيم
واسماعيل قواعد البيت وقيامهما بوضع اساسه ورفع بنائه وهما يقولان بخضوع واجلال
ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم أي يبنيان ويدعوان بهذه الدعوات الكريمه قائلين يا ربنا تقبل منا أي اقبل
منا عملنا هذا واجعله خالصا لوجهك الكريم فانك انت السميع لدعائنا العليم بنياتنا

الآيه 128
ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا امة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا انك انت التواب الرحيم

ربنا واجعلنا مسلمين لك أي اجعلنا خاضعين لك منقادين لحكمك
ومن ذريتنا امة مسلمة لك أي واجعل من ذريتنا من يسلم وجهه لك ويخضع لعظمتك
وارنا مناسكنا اي وعلمنا شرائع عبادتنا ومناسك حجنا
وتب علينا انك أنت التواب الرحيم أي تب علينا وارحمنا فانك عظيم المغفره واسع الرحمه

الآيه 129
ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلوا عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمه ويزكيهم انك أنت العزيز الحكيم

ربنا وابعث فيهم رسولا منهم اي ابعث في الأمه الاسلاميه رسولا من انفسهم وهذا من
جملة دعواتهما المباركه فاستجاب الله الدعاء ببعثة السراج المنير محمد صلي الله عليه وسلم
يتلوا عليهم آياتك اي يقرأ آيات القرآن
ويعلمهم الكتاب والحكمه أي يعلمهم القرآن العظيم والسنه المطهره
ويزكيهم أي يطهرهم من رجس الشرك
انك انت العزيز الحكيم العزيز الذي لا يقهر ولا يغلب الحكيم الذي لا يفعل الا ما تقتضيه الحكمه والمصلحه

الآيه 130
ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وانه في الآخرة لمن الصالحين

ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه أي لا يرغب عن دين ابراهيم وملته الواضحه الغراء الا من استخف نفسه وامتهنها
ولقد اصطفيناه في الدنيا أي اخترناه من بين سائر الخلق بالرساله والنبوه والامامه
وانه في الآخرة لمن الصالحين أي من المقربين الذين لهم الدرجات العلي

الآيه 131
اذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين

اذ قال له ربه أسلم أي استسلم لأمر ربك وأخلص نفسك له
قال أسلمت لرب العالمين أي استسلمت لأمر الله وخضعت لحكمه

الآيه 132
ووصي بها ابراهيم بنيه ويعقوب يا بني ان الله اصطفي لكم الدين فلا تموتن الا وانتم مسلمون

ووصي بها ابراهيم بنيه ويعقوب أي وصي الخليل أبناءه باتباع ملته وكذلك يعقوب أوصي بملة ابراهيم
يا بني ان الله اصطفي لكم الدين أي اختار لكم دين الاسلام دينا
فلا تموتن الا وانتم مسلمون أي اثبتوا علي الاسلام حين يدرككم الموت وانتم متمسكون به

الآيه 133
أم كنتم شهداء اذ حضر يعقوب الموت اذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد
الهك واله آبائك ابراهيم واسماعيل واسحاق الها واحدا ونحن له مسلمون

أم كنتم شهداء اذ حضر يعقوب الموت أي بل اكنتم شهداء حين احتضر يعقوب
وأشرف علي الموت وأوصي بنيه باتباع ملة ابراهيم
اذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي أي أي شئ تعبدونه من بعدي ؟
قالوا نعبد الهك واله آبائك ابراهيم واسماعيل واسحاق الها واحدا أي لا نعبد الا الها
واحدا هو الله رب العالمين اله آبائك وأجدادك السابقين
ونحن له مسلمون أي نحن له مطيعون خاضعون

الآيه 134
تلك امة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسئلون عما كانوا يعملون

تلك امة قد خلت والاشاره الي ابراهيم وبنيه اي تلك جماعه وجيل قد سلف ومضي
لها ما كسبت ولكم ما كسبتم أي لها ثواب ما كسبت ولكم ثواب ما كسبتم
ولا تسالون عما كانوا يعملون أي لا تسالون يوم القيامه عما كانوا يعملون في الدنيا بل كل نفس
تتحمل وحدها تبعة ما اكتسبت من سوء

الآيه 135
وقالوا كونوا هودا أو نصاري تهتدوا قل بل ملة ابراهيم حنيفا وما كان من المشركين

وقالوا كونوا هودا أو نصاري تهتدوا أي قال اليهود كونوا علي ملتنا يهودا تهتدوا وقال
النصاري كونوا نصاري تهتدوا فكل الفريقين يدعو الي دينه المعوج
قل بل ملة ابراهيم حنيفا وما كان من المشركين أي قل لهم يا محمد بل نتبع ملة الحنيفيه السمحه وهي ملة ابراهيم حال كونه مائلا
عن الأديان كلها الي الدين القيم وما كان ابراهيم من المشركين بل كان مؤمنا موحدا وفيه تعريض باهل
الكتاب وايذان بأن ما هم عليه انما هو شرك وضلال

الآيه 136
قولوا ءامنا بالله وما أنزل الينا وما انزل الي ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي
موسي وعيسي وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون

قولوا آمنا بالله وما انزل الينا أي قولوا أيها المؤمنون آمنا بالله وما أنزل الينا من القرآن العظيم
وما انزل الي ابراهيم واسماعيل و اسحاق والأسباط أي وآمنا بما انزل الي ابراهيم من الصحف والأحكام التي كان
الأنبياء متعبدين بها وكذلك حفده ابراهيم واسحاق وهم الأسباط حيث كانت النبوه فيهم
وما اوتي موسي وعيسي أي من التوراه والانجيل
وما اوتي النبيون من ربهم أي ونؤمن بما انزل علي غيرهم من الأنبياء جميعا ونصدق
بما جاءوا به من عند الله من الآيات البينات والمعجزات الباهرات
لا نفرق بين احد منهم أي لا نؤمن بالبعض ونكفر بالبعض كما فعلت اليهود والنصاري
ونحن له مسلمون اي منقادون لأمر الله خاضعون لحكمه

الآيه 137
فان ءامنوا بمثل ما ءامنتم به فقد اهتدوا وان تولوا فانما هم في شقاق فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم

فان ءامنوا بمثل ما ءامنتم به فقد اهتدوا أي ان آمن اهل الكتاب بنفس ما آمنتم به معشر
المؤمنين فقد اهتدوا الي الحق كما اهتديتم
وان تولوا فانما هم في شقاق أي وان اعرضوا عن الايمان بما دعوتهم اليه فاعلم
انهم انما يريدون عداوتك وخلافك وليسوا من طلب الحق في شئ
فسيكفيكهم الله أي سيكفيك يا محمد شرهم وأذاهم ويعصمك منهم
وهو السميع العليم أي هو تعالي يسمع ما ينطقون به ويعلم ما يضمرونه في قلوبهم من المكر والشر

الآيه 138
صبغة الله ومن احسن من الله صبغه ونحن له عابدون

صبغة الله ومن احسن من الله صبغه اي ما نحن عليه من الايمان هو دين الله الذي صبغنا به
وفطرنا عليه فظهر اثره علينا كما يظهر الصبغ في الثوب ولا احد
احسن من الله صبغه أي ديننا
ونحن له عابدون اي ونحن نعبده جل وعلا ولا نعبد احدا سواه

الآيه 139
قل اتحاجوننا في الله وهو ربنا وربكم ولنا اعمالنا ولكم أعمالكم ونحن له مخلصون

قل اتحاجوننا في الله أي أتجادلوننا في شان الله زاعمين انكم ابناء الله واحباؤه ان الأنبياء منكم دون غيركم ؟
وهو ربنا وربكم اي رب الجميع علي السواء وكلنا عبيده
ولنا اعمالنا ولكم اعمالكم أي لنا جزاء اعمالنا ولكم جزاء اعمالكم لا يتحمل احد وزر غيره
ونحن له مخلصون أي قد اخلصنا الدين والعمل لله

شكرا يا دعاء

» تفسير الآيات 10 و 11 و 12 من سورة البقره
» نظرة إلى سورة الفاتحة
» من روائع سورة الكهف رقمى ...وفهمى