أنت خارج التغطية

كل الاهتمام مصروف هذه الأيام إلى الهاتف المحمول الذي نجرى وراءه.

نريد أجمل الأشكال، أصغر الأحجام، أحدث الإمكانيات...

ثم ماذا؟

وإذا بنا نفاجأ بما يلي:

عفوا ليس لديك رصيد يكفي لإتمام المكالمة!

البطارية غير مشحونة!

الرقم الذي طلبته لا يمكن الاتصال به الآن!

الرقم غير موجود بالخدمة!

تأكد من صحة الرقم المطلوب!

جميع الخطوط مشغولة الآن، أعد المحاولة في وقت آخر!

الشبكة مشغولة الآن!

أنت خارج التغطية!

أليست هذه معوقات تعيقك عن الوصول إلى من ترغب في الوقت الذي تريد؟

فأنت تريد أن تكون على صلة دائمة بالبشر.

لو تعطل هاتفك المحمول فستحس بالاختناق.

ستتوقف بعض أعمالك، وستحس بالوحدة والاكتئاب، لأنك بحاجة إلى من تأنس به، تحادثه، تبثه همومك، وأشواقك، وأحلامك، لكن هاتفك المحمول خذلك!

حتى لو كان هاتفك يعمل تجد نفسك لا تستطيع الاتصال بمن تحب إلا في أوقات محدودة، خوفاً من أن تزعجه.

هل تود هاتفاً محمولاً يعمل طوال الوقت على شبكة لا تتوقف حتى لو كنت بلا رصيد؟

هل تود أحداً تحادثه في الوقت الذي تريد؟

إنه الهاتف السماوي الذي لا يحتاج لجهاز ولا لشبكة ولا لرصيد!

اطلب ربك كل حين وستجده في انتظارك.

اذكره في أي ملأ وسيذكرك في ملأ خير منه.

أقرأ القرآن، كلام ربك، وستجد فيه ذكرك.

لقد هاتفه يونس (عليه السلام) من بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فنجاه.

وهاتفه رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم بعد رحلة الطائف: اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس... فأرسل له على الفور جبريل ومعه ملك الجبال!

جرب أنت وهاتفه طوال اليوم ولو بلا رصيد، بل إنه هو الذي سيدفع لك، وسيضيف إلى رصيد حسناتك.

فهو كريم يجيب من يناديه، ويكرمه ويسبغ عليه من فضله ونعمائه.

اسألك بأسمائه الحسنى كلها، وباسمه الأعظم، ولن تخيب

بارك الله فيك و جزاك خيرا كثيرا